مؤشر الخوف والطمع

أعزّائي القرّاء، نتطرّق اليوم إلى موضوع جديد في مجال المال والأعمال وهو مؤشّرات السوق ومؤشّر الخوف والطمع على وجه الخصوص.

لكن لنفهم أوّلا معنى مؤشّرات السوق بشكل عامّ.

ما هي مؤشرات السوق؟

مؤشّرات السوق هي العوامل الأساسية الّتي تحدّد معلومات السوق وتقيس ظروفه الحالية. يستخدم مؤشر الخوف والطمع مقاييس عدّة لتوفير نظرة ثاقبة في المجال الرقمي. من الضروري فهم بنية ووظائف الفهرس.

يمكن أن تختلف هذه المؤشرات عن المؤشرات الفنية البسيطة مثل المتوسطات المتحركة إلى أنماط الرسوم البيانية المعقدة كـ”سحابة إيشيموكو”. على الرغم من تنوع المؤشرات المستخدمة في تحليل الأصول الرقمية، لا يوجد مؤشر أفضل من الآخر، حيث يؤدّي كلّ مؤشر وظيفة محدّدة، مما يعطي نظرة عميقة لتحركات السوق عند دمجها مع إستراتيجية تحليل قوية.

هناك عدة طرق لتحليل أسواق العملات الرقمية والأسهم باستخدام المؤشرات المصنفة في التحليل الفني والأساسي وتحليل معنويّات السوق.

مؤشرات التحليل الفني

في الأساس، يتعلق التحليل الفني بالتحليل المستند إلى بيانات أسواق الأصول الرقمية لفهم تحركات السوق وتحديد اتجاهاته المُحْتملة. ويُأْخذ في الاعتبار العوامل النموذجية مثل بيانات السعر والحجم لرصد الاتّجاهات والتنبّؤ بها.

تتكون بعض مؤشرات التحليل الفني من المتوسّطات المتحرّكة وتباعد تقارب المتوسط المتحرك (MACD) ، ومؤشر القوة النسبية (RSI) والتحليلات الإحصائية الأخرى لسلوكيات السوق. وفي العادة، يكون التحليل الفني مدفوعًا بالتحليل الإحصائي ليتمّ عرضه عبر مخططات أسعار الأصول.

مؤشرات التحليل الأساسية

يدور التحليل الأساسي في المقام الأول حول تحديد القيمة “الحقيقية” للأصل الرقمي. يقوم بذلك عن طريق الكشف عن جميع المعلومات المتعلقة بأصل ما والتحقق منها بصرف النظر عن سعر السوق وبيانات الحجم.

تتكون مقاييس التحليل الأساسية من بيانات على السلسلة مثل قيمة المعاملة وعدد المعاملات ومعدل التجزئة والعناوين النشطة أو مقاييس المشروع كفريق المشروع والقيمة السوقية والشراكات والرموز المميزة. يمكن أن يشمل التحليل الأساسي أيضًا القيمة السوقية لنسبة القيمة المحققة (MVRV) وقيمة الشبكة في علاقة بنسبة المعاملات (NVT) .

معنويات السوق

عادة ما يكون تحديد معنويات السوق مبنيّة على نفسيّة المستهلكين. وتُسْتخدم لتتبّع سلوك المشاركين في السوق. عادة ما يتم قياسها من خلال مراقبة سلوكيات المستثمرين في العملات المشفّرة إمّا في تفاعلاتهم مع بعضهم البعض أومع سوق العملات المشفّرة.

بالإضافة إلى المؤشرات الفنية والأساسيّة، يعدّ مؤشر الخوف والطمع مؤشرًا هامًّا يقيس معنويّات السوق الواسعة.

عمومًا، يمكن تحديد اتجاهات وأنماط سوق الأصول الرقمية وتحليلها بطرق مختلفة. يستخدم مؤشر الخوف والجشع المقاييس الفنية والأساسية ومشاعر تحليل سوق التشفير.

مفهوم مؤشر الخوف والطمع

ما هو مؤشر الخوف والطمع؟

تم تطوير مؤشر الخوف والجشع بواسطة CNN Business لقياس مدى تأثير العواطف على مقدار استعداد المستثمرين لدفع ثمن الأسهم. يتم حساب المؤشر يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا وكذلك سنويًا. ويستند إلى المنطق القائل بأن الخوف المفرط سيؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم، وسيؤدي الإفراط في الجشع أو الطمع إلى ارتفاع الأسعار.

تم تطوير مؤشر الخوف والجشع بواسطة CNN Business لقياس مدى تأثير العواطف على مقدار استعداد المستثمرين لدفع ثمن الأسهم. ويرى هذا المؤشر أن الخوف يدفع الأسهم إلى الانخفاض بينما الجشع يعزز قيم الأسهم.

تدرس CNN سبعة مؤشرات تقيس جوانب سلوك سوق الأوراق المالية. 

الفهم العميق لمؤشر الخوف والطمع

كيف يعمل مؤشر الخوف والطمع؟

يمكن لمؤشر الخوف والطمع قياس اتجاهات السوق. استنادًا إلى فرضية أن الخوف يؤدي إلى تداول الأسهم بأقل من قيمتها الجوهرية وأن الجشع يتسبب في اتجاهات تصاعُديّة. ويُنْظر إلى المؤشر إما على كونه أداة بحث استثمار مشروعة أو مقياس لتوقيت السوق.

يتم قياس سبعة مؤشرات على مقياس من 0 إلى 100. ثمّ حساب المؤشر بأخذ متوسط مرجح متساوٍ لكل منها. تعدّ القراءة من 50 محايدة، حيث تشير الأرقام الأعلى إلى “الجشع”. وتشمل المؤشرات:

زخم سعر السهم: مقياس لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) مقابل المتوسط المتحرّك لـ 125 يومًا (MA).

قوة سعر السهم: عدد الأسهم التي وصلت إلى أعلى مستوياتها في 52 أسبوعًا مقابل تلك التي وصلت إلى أدنى مستوياتها في 52 أسبوعًا في بورصة نيويورك  (NYSE).

اتساع سعر السهم: تحليل أحجام التداول في الأسهم الصاعدة مقابل الأسهم المتراجعة.

خيارات البيع والاستدعاء: مدى تأخر خيارات الوضع عن خيارات الاتصال، مما يدل على الجشع أو تجاوزها، مما يشير إلى الخوف.

طلب السندات غير المرغوب فيها: يُقاس الفارق بين العوائد على السندات ذات الدرجة الاستثمارية والسندات غير المرغوب فيها.

تقلبات السوق: يقيس CNN مؤشر تقلب Cboe (VIX) بناءً على المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا.

طلب الملاذ الآمن: وهو مبنيّ الفرق في عوائد الأسهم مقابل سندات الخزانة.

وغالبًا ما يكون الاستثمار عاطفيّا و رجعيا. يمكن أن تؤثر مؤشرات الخوف والجشع على قرار المستثمر بشراء أو بيع الأسهم. يكمن الهدف من مؤشر الخوف والطمع في المساعدة على تقييم معنويات السوق عند دمجها مع الأدوات التحليلية.

كان مؤشر الخوف والطمع مؤشرًا موثوقًا به دالاّ على حدوث تحول في أسواق الأسهم. انخفض هذا المؤشر إلى أدنى مستوى عند 12 في سبتمبر 2008، عندما انخفض S&P 500 إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في أعقاب إفلاس Lehman Brothers واقتراب إفلاس شركة التأمين AIG العملاقة.

على النقيض من ذلك ، تم تداول أكثر من 90 في سبتمبر 2012 حيث ارتفعت الأسهم العالمية بعد الجولة الثالثة من التيسير الكمي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وفي 12 مارس 2020 ، أثناء جائحة COVID-19، انخفض المؤشر إلى أدنى مستوى سنوي له عند 2 و تراجعت الأسهم بنسبة 10 ٪ ودخلت فترة سوقٍ هابطة بعد أن أعلن الرئيس ترامب حظر السفر الأمريكي بسبب تصاعد مخاوف فيروس كورونا. وبحلول نوفمبر 2020، سجّل المؤشّر أكثر من 75 في منطقة “الجشع الشديد” عندما نما التفاؤل بشأن لقاح لفيروس كورونا.

كم مرة يتم حساب مؤشر الخوف والطمع؟

يتم حساب كل مكوّن ومؤشر بمجرد ورود بيانات جديدة.

كيف تستخدم مؤشر الخوف والطمع؟

يُسْتخدم مؤشر الخوف والطمع لقياس مزاج السوق. العديد من المستثمرين عاطفيون ورجعيون، ويمكن لمؤشرات مشاعر الخوف والجشع أن تنبه المستثمرين إلى عواطفهم وتحيزاتهم التي يمكن أن تؤثر على قراراتهم. عند دمجه مع الأساسيات والأدوات التحليلية الأخرى، يمكن أن يكون المؤشر وسيلة مفيدة لتقييم معنويات السوق.

 مؤشر الـ Cryptocurrency

تم تقديم مؤشر مماثل يعتمد على الخوف والجشع ومصمم خصيصًا لسوق العملات المشفرة بواسطةAlternative.me . تم تطوير مؤشر Crypto Fear & Greed من مصادر مختلفة عبر الإنترنت لإنشاء مؤشر مشاعر للبيتكوين والعملات المشفرة الأخرى. وفقًا لموقع الشركة على الويب، فإن سلوك سوق العملات المشفرة عاطفي مثل الأسواق التقليدية.

كيف يؤثر الخوف والجشع على قرارات المستثمرين؟

غالبًا ما تتميز مشاعر المستثمر بعاطفتين هما الخوف والجشع. يقيس مؤشر CNN Business Fear and Greed هذا الجانب من سيكولوجية السوق على مقياس من 0 باعتباره الأكثر خوفًا إلى 100 باعتباره الأكثر جشعًا. قامت شركة Alternative.me بإنشاء مؤشر خوف وجشع خاص بالعملات المشفرة يقيس المشاعر تجاه البيتكوين والعملات المشفرة الرئيسة.

العوامل التي تؤثر على مؤشر الخوف والطمع

هناك العديد من العوامل المؤثرة في مؤشر الخوف والطمع ونسبة فاعليتها كتطوّرات الاقتصاد العالمي والأحداث الجيوسياسية و السياسات المتبّعة للبنك المركزيّ وغيرها والمتطرّق إليها أدناه.

تقلّبات الأسعار

يشهد سوق العملات الرقمية، مثله مثل العديد من الأسواق الأخرى، تقلبات في الأسعار. عندما تزيد هذه التقلبات بشكل كبير، فإنها، في الواقع، علامة على الخوف في السوق وبالتالي يكون لها تأثير كبير على مؤشر الخوف والجشع.

التقلبات: يقارن هذا المؤشر الحد الأقصى للتقلبات وانخفاض الأسعار مع متوسط ​​تقلب 30 يوما و 90 يوما. ترتبط المزيد من التقلبات بشكل إيجابي بالخوف وتزيد من رقم المخرجات. تؤثر هذه الحسابات على رقم الإخراج بنسبة 25٪.

حجم السوق

يُظهر حجم تداول أحد الأصول جشع الناس لشراء وبيع هذا الأصل. أي، إذا كانت رغبة الناس في شراء وبيع عملة ما عالية، فهذا يشير إلى حجم كبير من المعاملات، وعلى العكس من ذلك، إذا كان لدى الناس رغبة قليلة في التجارة والشراء والبيع، فهذا يعني أن حجم المعاملات لديه انخفض. سيكون للتغيير في حجم التداول هذا تأثير مباشر على مؤشر الخوف والجشع.

وسائل التواصل الاجتماعي

الشبكات الاجتماعية مثل Twitter و Facebook و Instagram وما إلى ذلك لها تأثير كبير ومباشر للغاية على تقييم العملات الرقمية، وكلما زاد الحديث عن العملة المشفرة في الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، زاد جشع المستثمرين.

الاستطلاعات

يعني هذا العامل إجراء مسح كبير يتم إجراؤه في السوق بأكمله، والذي عادة ما يكون من 2 إلى 3 آلاف مشارك. كلما زاد الاهتمام بالمشاركة في الاستطلاعات، كلما ارتفع المؤشر، مما يشير إلى زيادة جشع السوق.

مؤشر هيمنة البيتكوين

الهيمنة تعني الهيمنة. تشير الهيمنة إلى هيمنة Bitcoin في سوق العملات الرقمية. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة هذا المؤشر 30، فهذا يعني أن بيتكوين يهيمن على 30٪ من سوق العملات الرقمية بالكامل والباقي مخصص لعملات رقمية أخرى.

يرجع تأثير هذا العامل في تحديد شخص الخوف والجشع إلى أن Bitcoin أكثر أمانا من العملات الأخرى، عندما يرتفع مؤشر الهيمنة الخاص بها، فهذا دليل على خوف المتداولين. يحدث عكس ذلك أيضا عندما تقل هيمنة Bitcoin، في هذه الحالة يُظهر الناس جشعا أكبر من خلال الاستثمار في العملات الرقمية الأكثر خطورة.

الميول أو الاتجاهات

قد تكون على دراية باسم Google Trends وكيف تعمل. Google Trends هي إحدى الأدوات المفيدة التي تساعد الأشخاص في الحصول على معلومات حول عمليات البحث التي تتم على الإنترنت. توفر هذه الأداة، وهي إحدى منتجات Google، معلومات شاملة حول عمليات البحث عن الكلمات الرئيسة في محرك بحث Google . تمثّل هذه المعلومات أحد العوامل المؤثّرة في مؤشر الخوف والجشع.

على سبيل المثال، إذا زاد عدد عمليات البحث عن كلمة بيتكوين في الفضاء الإلكتروني، فهذا يشير إلى المزيد من الجشع في سوق البيتكوين. وإذا بحث العديد من الأشخاص، على سبيل المثال، عن عبارة “التلاعب في أسعار البيتكوين”، فهذا يعني أن الخوف السائد في السوق آخذ في الازدياد.

لماذا يعدّ مؤشر الخوف والطمع مفيدًا للمستثمرين والمتداولين؟

النتائج المتوقعة لاستخدام مؤشر الخوف والطمع

يمكن أن يوفر فهم نتائج المؤشر فرصة للمستثمر الذكي للشراء عندما يكون السوق متردّدًا و”خائفا” بشكل مفرط والبيع عندما يكون السوق جشعًا للغاية. وبالتالي يُحْتمل تحسين قراراتهم الاستثمارية.

سيُظْهر هذا المؤشر أرقامًا حمراء ويشير إلى “الخوف الشديد” عندما تكون معنويات السوق سلبية للغاية. كما سيُظهر أرقامًا خضراء و “جشعًا شديدًا” عندما تكون المشاعر وزخم السوق إيجابيين للغاية.

لذلك يمكن أن يعمل مؤشر الخوف والطمع كأداة مفيدة لإدارة المشاعر كما سيسمح للمستثمر بفصل عواطفه عن بقية السوق وتجنب أيّة ردّة فعل غير منطقيّة لتحركات الأسعار المفاجئة وتقلبات السوق.

ختام

إذن، هذه لمحة عن مؤشّر الخوف والطمع نستبق بها الغوص أكثر في خبايا عالم مؤشّرات سوق العملات المؤشّرة.